.........................................
____________________________________
وأدلّة التوحيد كثيرة وفيرة نشير فيها إلى القسمين الكافيين :
١ / الدليل العلمي ، كالأدلّة الثمانية التي تلاحظها في كتاب العقائد (١).
٢ / الدليل الوجداني ، وهي الآيات النفسية والآفاقية المتجلّية في مثل حديث المفضّل الجعفي (١) وقد جاء البيان في العقائد أيضاً (٣) نحيل القارىء الكريم إليه ، رعايةً للإختصار وعدم التكرار.
وبتلك البراهين الواضحة ، والآيات الشارحة يُعلم علم اليقين بصدق شهادة الصدّيقين ، وأوّلها الشهادة بالتوحيد التي وردت في فقرة الزيارة :
(أشهد أن لا إله) أي لا معبود بحقّ ، فالإله بمعنى المألوه وهو المعبود.
(إلاّ الله) المستجمع لجميع صفات الكمال لذاته ، والمُنزّه عن جميع صفات النقص.
(وحده لا شريك له) تأكيد ، لما تقدّم ، وبيان للتوحيد الذي هو بمعنى نفي الشريك والشبيه ، كما تلاحظه في حديث شريح بن هاني الذي جاء فيه معنى التوحيد الصحيح : «... فقول القائل : هو واحد ليس له في الأشياء شبه ، كذلك ربّنا ، وقول القائل : إنّه عزّ وجلّ أحديّ المعنى ، يعني به أنّه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم ، كذلك ربّنا عزّ وجلّ» (٤).
__________________
(١) العقائد الحقّة الطبعة الاُولى : ص ٤٨.
(٢) بحار الأنوار : ج ٣ ص ٥٤ ـ ١٥١ ب ٤ ح ١.
(٣) العقائد الحقّة الطبعة الاُولى : ص ٦٨.
(٤) التوحيد للصدوق : ص ٨٣ ب ٣ ح ٣.