.........................................
____________________________________
إذ المعجز هو الإتيان بما يخرق العادة ، ويعجز عنه البشر ، ويطابق الدعوى ، ويكشف عن أنّ صاحبه مؤيّد من قبل الله تعالى فيكون دليلاً على صدق نبوّته.
وقد ظهر الكثير الكثير من المعجزات الباهرات على يده الشريفة ، واُحصيت منها ألف معجزة فلاحظها في مدينة المعاجز للسيّد البحراني قدس سره ، وأشار إلى بعضها صاحب حقّ اليقين (١).
الثالث : نفس حقيقة رسالته ، وعلو أحكامه ، وجامعيّة شريعته شاهدة على ربّانيته ، بل نفس أخلاقه وأحواله تشهد بنبوّته ، لذلك يشهد الإنسان جزماً في هذه الزيارة الشريفة :
(أشهد أنّ محمّداً عبدُه) أي عبد الله الذي عَبَدَه حقّ العبادة ، وقام بوظائف العبودية.
(المنتجب) أي إنتجبه الله واختاره من بين النبيين ، واصطفاه من المرسلين على الخلق أجمعين كما تقدّم بيانه في فقرة (صفوة المرسلين).
(ورسوله المرتضى) أي أنّ محمّداً رسول الله ، الذي ارتضاه الله لرسالته وسرّه.
ففي حديث محمّد بن الفضل الهاشمي عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه نظر إلى ابن هذّاب فقال : إن أنا أخبرتك أنّك مبتلى في هذه الأيّام بدم ذي رحم لك أكنت مصدّقاً لي؟
قال : لا ، فإنّ الغيب لا يعلمه إلاّ الله.
قال : أو ليس يقول : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ) (٢)؟ فرسول الله صلى الله عليه وآله عند الله مرتضى ، ونحن ورثة ذلك الرسول الذي أطلعه
__________________
(١) حقّ اليقين : ج ١ ص ١١٨.
(٢) سورة الجن : الآية ٢٦ ـ ٢٧.