.........................................
____________________________________
الله على ما يشاء من غيبه ، فعلّمه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة (١).
(أرسله بالهدى ودين الحقّ) أي أرسله الله تعالى مقروناً بالهداية فجعله هادياً إلى الله ، وإلى دين الله الحقّ الذي هو دين الإسلام الباقي إلى يوم القيامة.
(ليظهره على الدين كلِّه ولو كره المشركون) أي ليغلبه على الأديان كلّها عند الرجعة الشريفة ، والدولة الحقّة المنيفة ، في زمان حكومة الإمام المهدي أرواحنا فداه.
فإنّه يظهر هذا الدين آنذاك على الشرك كلّه ، ويغلب على جميع المشركين ولا يبقى بيت إلاّّ ويدخله الإسلام.
وهذا إشارة إلى قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (٢) كما تلاحظ تفسير الآية الشريفة بالدولة الحقّة والرجعة في المصادر (٣) ، ويأتي بيان ذلك تفصيلاً إن شاء الله تعالى في الفقرة الآتية «مصدّقً برجعتكم» و«مرتقب لدولتكم».
هذا ما يخصّ الشهادة بالرسالة ، واعلم أنّ في نسخة الكفعمي هنا زيادة كثيرة شريفة وهي :
«فصدع صلى الله عليه وآله بأمر ربّه ، وبلّغ ما حمّله ، ونصح لاُمّته ، وجاهد في سبيل ربّه ، ودعا إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ، وصبر على ما أصابه في جنبه ، وعبده صادقاً حتّى أتاه اليقين ، فصلّى الله عليه وآله.
وأشهد أنّ الدين كما شرع ، والكتاب كما تلى ، والحلال كما أحلّ ، والحرام كما حرّم ، والفصل ما قضى ، والحقّ ما قال ، والرشد ما أمر.
__________________
(١) كنز الدقائق : ج ١٣ ص ٤٩٢.
(٢) سورة التوبة : الآية ٣٣.
(٣) مجمع البيان : ج ٥ ص ٢٥ ، كنز الدقائق : ج ٥ ص ٤٤.