.........................................
____________________________________
ومن الواضح أنّ الأعلم الأفضل من جميع الاُمّة بحكم العقل وحكومة العقلاء حتّى باعتراف الخصم هو علي بن أبي طالب عليه السلام وأولاده الأئمّة المعصومين عليهم السلام ، وهذا أوضح من الشمس وأبين من الأمس ، فيحكم العقل بتقديمهم وإمامتهم.
وقد تصدّى العلاّمة الحلّي قدس سره إحصاء الأدلّة العقلية على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام في كتاب (الألفين) بألف دليل عقلي ، والف دليل نقلي.
وسُئل الخليل بن أحمد الفراهيدي : ما الدليل على أنّ علياً إمام الكل في الكل؟
فأجاب : إحتياج الكل إليه ، واستغنائه عن الكل (١).
فدليل العقل حاكم بإمامتهم سلام الله عليهم.
٤ / دليل الإعجاز : فإنّهم سلام الله عليهم أخبروا بإمامتهم ووصايتهم وولايتهم عن الله تعالى ، مقروناً بمعجزاتهم الساطعة وبيّناتهم المصدّقة لإمامتهم التي هي شواهد قطعيّة على صدق كلامهم ، ودلائل وجدانية على انتصابهم من قِبَل ربّهم ، وإلاّ لم يكونوا قادرين على إتيان ما لم يقدر عليه إلاّ الله العزيز.
كما كانت المعاجز من أدلّة صدق نبيّنا العظيم ، ومَن قبله من الأنبياء المكرّمين حيث إنّ معاجزهم تنبئ عن صدقهم. فكذلك بالنسبة إلى الأئمّة الإثنى عشر صلوات الله عليهم ، تكون إعجازاتهم بإذن الله تعالى من أدلّة صدقهم في إمامتهم بالإمامة الإلهية ، والولاية الربّانية.
وقد جمع المحدّث الجليل الحرّ العاملي قدس سره معاجزهم في الأجزاء الثلاثة من كتابه (إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات) وكذلك السيّد البحراني في (مدينة المعاجز) فلاحظها.
فحياتهم مليئة بالمعجزات الباهرات منذ ولادتهم إلى شهادتهم وبعد شهادتهم ،
__________________
(١) تنقيح المقال : ج ١ ص ٤٠٣.