................................ ____________________________________
وهذه الفقرات الآتية تفيد شؤون العصمة ومراتب الإعتصام ، وأنّها حصلت فيهم بلطف الله العاصم ، وفضله الدائم ، عناية منه ورعاية لهم ، مع لياقتهم صلوات الله عليهم ، ولا تخلّف لإرادته وعلمه وعصمته.
فالله تعالى هو الذي عصم أهل البيت عليهم السلام بواسطة إعطائهم النفوس القدسيّة ، والطهارة الأصلية ، والأرواح النوارانية ، والمعرفة التامّة الربّانية لطفاً منه تعالى وقابلية منهم عليهم السلام ، عصمهم من الزلل ... أي من كلّ زلّة.
والزلّة هي : المزلقة والخطأ والذنب (١).
وهي في الأصل إسترسال الرِّجل من غير قصدٍ ، وسُمّي به الذنب من غير قصد تشبيهاً بزلّة الرجل (٢).
وتطلق الزلّة على خطأ المقال أيضاً ، وعلى الزلّة الشيطانية وهو الضلال (٣).
كما تطلق على النقصان كذلك (٤).
وتطلق على زلّة الرأي أيضاً (٥).
وأهل البيت عليهم السلام معصومون عن جميع هذه الزلاّت ، وعصمهم الله تعالى عن كلّ زلّة.
بدليل أدلّة العصمة الأربعة التي تقدّمت الإشارة إليها في فقرة «المعصومون» واستوفينا بحثها في محلّها (٦).
مضافاً إلى الأحاديث المستفيضة الدالّة على أنّ الله تعالى يسدّدهم بروح القدس
__________________
(١) مجمع البحرين : مادّة زَلَلَ ص ٤٧٦.
(٢) المفردات : ص ٢١٤.
(٣) العين : ج ٧ ص ٣٤٨.
(٤) المحيط في اللغة : ج ٩ ص ١١.
(٥) لسان العرب : ج ١١ ص ٣٠٦.
(٦) العقائد الحقّة الطبعة الاُولى : ص ٣١٧.