.........................................
____________________________________
إلى الطلب بدم عثمان ونصب لنا الحرب. ثمّ خالفه أهل حروراء على أن يحكم بكتاب الله وسنّة نبيّه ، فلو كانا حكما بما اشترط عليهما لَحَكما أنّ عليّاً عليه السلام أمير المؤمنين في كتاب الله وعلى لسان نبيّه وفي سنّته ، فخالفه أهل النهروان وقاتلوه.
ثمّ بايعوا الحسن بن علي عليه السلام بعد أبيه وعاهدوه ، ثمّ غَدَروا به وأسلموه ووثبوا عليه حتّى طعنوه بخنجر في فخذه وانتهبوا عسكره وعالجوا خلاخيل اُمّهات أولاده. فصالح معاوية وحقن دمه ودم أهل بيته وشيعته ، وهم قليل حقّ قليل ، حين لا يجد أعواناً.
ثمّ بايع الحسين عليه السلام من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً. ثمّ غدروا به ثمّ خرجوا إليه فقاتلوه حتّى قُتل.
ثمّ لم نَزَل أهل البيت ـ منذ قُبض رسول الله صلى الله عليه وآله ـ نذلّ ونقصي ونحرم ونقتل ونطرد ونخاف على دمائنا وكلّ مَن يحبّنا. ووجد الكاذبون لكذبهم موضعاً يتقرّبون به إلى أوليائهم وقُضاتهم وعمّالهم في كلّ بلدة ، يحدّثون عدوّنا عن ولاتهم الماضين بالأحاديث الكاذبة الباطلة ، ويروون عنّا ما لم نقل تهجيناً منهم لنا وكذباً منهم علينا وتقرّباً إلى ولاتهم وقضاتهم بالزور والكذب.
وكان عظم ذلك وكثرته في زمن معاوية بعد موت الحسن عليه السلام ، فقُتلت الشيعة في كلّ بلدة وقطعت أيديهم وأرجلهم وصلبوا على التهمة والظنّة من ذكر حبّنا والإنقطاع إلينا.
ثمّ لم يزل البلاء يشتدّ ويزداد إلى زمان ابن زياد بعد قتل الحسين عليه السلام. ثمّ الحجّاج فقتلهم بكلّ قتلة وبكلّ ظنّه وبكلّ تهمة ، حتّى أنّ الرجل ليقال له : «زنديق» أو «مجوسي» كان ذلك أحبّ إليه من أن يُشار إليه أنّه من «شيعة الحسين