.........................................
____________________________________
بن أبي محْقَن الضبي لمّا قال له : جئتك من عند أبخل الناس ، فقال : ويحك! كيف تقول إنّه أبخل الناس ، لو مَلَك بيتاً من تِبْر وبيتاً من تِبْن لأنفد تبره قبل تبنه.
وهو الذي كان يكنس بيوت الأموال ويصلّي فيها. وهو الذي قال : «يا صفراء ، ويا بيضاء ، غرّي غيري ، وهو الذي لم يخلِّف ميراثاً ، وكانت الدنيا كلّها بيده إلاّ ما كان من الشام» (١).
وتلاحظ إنفاقهم الزكوات وبذلهم الخيرات ، وشيمتهم السخيّة ، ومكارمهم الزكيّة في أحاديثنا الشريفة في أبواب صدقاتهم وإنفاقاتهم (٢).
وقد بذلوا كلّ ما لديهم من الله في سبيل الله حتّى نزل فيهم كتاب الله ، فإنّه نزل في أمير المؤمنين عليه السلام قوله تعالى : (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (٣) ـ (٤).
ونزل فيه قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (٥).
ونزل فيهم عليهم السلام قوله تعالى : (وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٦) ـ (٧).
وسجّل شيخ الإسلام المجلسي المصادر من الفريقين فيما أوقفه أمير المؤمنين عليه السلام من أمواله بخيبر ، ووادي القرى ، وأبي نيزر ، والبغيبغة ، وأرباح ،
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد المعتزلي : ج ١ ص ٢١.
(٢) بحار الأنوار : ج ٣٦ ص ٥٩ ب ٣٦ ح ١ ـ ٣ ، وج ٤١ ص ٢٤ ب ١٠٣ ، وج ٤٢ ص ٧١ ب ١١٩ ، وسائل الشيعة : ج ٦ ص ٢٨٤ ب ١٩ ح ١ و ٣ و ٥ ، وص ٣١٩ ب ٣٩ ح ٢ و ٣.
(٣) سورة البقرة : الآية ٢٦٥.
(٤) تفسير العياشي : ج ١ ص ١٤٨.
(٥) سورة البقرة : الآية ٢٧٤.
(٦) سورة الحشر : الآية ٩.
(٧) كنز الدقائق : ج ١٣ ص ١٧٥.