وَخاصَّتَكُمْ لَدَيْهِ (١) وَقُرْبَ مَنْزِلَتِكُمْ مِنْهُ (٢)
____________________________________
(١) ـ الخاصّة : مأخوذة من الخصوصية ، يقال : خصّ الشيء خلاف عمَّ ، وفي الدعاء محمّد حبيبك وخاصّتك ، أي اختصصته من سائر خلقك.
فالمعنى عرَّفَهم خصوصيتكم أهل البيت عند الله تعالى.
وقد خصّهم بفضائل ومناقب ومقامات لم يشترك فيها معهم حتّى الأنبياء. فجمعوا عليهم السلام صفات الأنبياء وزادوا عليهم وفاقوهم.
وقد تقدّم بيانه ودليله في فقرة «فبلغ الله بكم أشرف محلّ المكرمين» فلاحظ.
(٢) ـ المنزلة : هي المرتبة ، ومنه الحديث «اعرفوا منازل الرجال على قدر روايتهم عنّا» أي منزلتهم ومراتبهم في الفضيلة والتفضيل (١).
أي أنّ الله تعالى عَرَّف من سبق ذكرهم قرب منزلتكم ومرتبتكم عنده.
فإنّكم أهل البيت اقرب المقرّبين والمرسلين عند ربّ العالمين. فقد اختاركم صفوة أوليائه ، وخوّلكم معالي درجاته ، وجعلكم مظاهر قدرته وأفضل خليقته ، وهذا يدلّ على أنّكم أقرب الخلق منزلة عند الله.
وأيّ قربٍ ودُنوٍّ معنوي أعظم من أن يكتب اسم أمير المؤمنين على عرش ربّ العالمين مقروناً باسم الله واسم نبيّه.
ففي حديث الصدوق بسنده عن أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال في وصيّته لي :
«يا علي إنّي رأيت إسمك مقروناً باسمي في أربعة مواطن ، فآنست بالنظر إليه إنّي لمّا بلغت بيت المقدس في معراجب إلى السماء وجدت على صخرتها مكتوباً : لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله ، أيّدته بوزيره ونصرته بوزيره ، فقلت لجبرئيل : مَن وزيري؟
__________________
(١) مجمع البحرين : ص ٤٩٨.