.........................................
____________________________________
وتأمّل هذا بعين إنصاف يكشف لك عن شديد عداوتهم ، وتحاملهم عليهم ، كأمثاله من الأفعال الدالّة على تميّز العدوّ من الولي.
ولا وجه لذلك إلاّ تخصّصهم بصاحب الشريفة صلوات الله عليه وعلى آله في النسب ، وتقدّمهم لديه في الدين ، وتحقّقهم من بذل الجهد في طاعته ، والمبالغة في نصيحته ونصرة ملّته ، بما لا يشاركون فيه.
وفي هذا ما لا يخفى ما فيه على متأمّل).
ثمّ ذكر الفقيه أبو الصلاح نكير أهل البيت عليهم السلام على هؤلاء الظالمين فقال :
(ورووا عن الحارث الأعور قال : دخلت على علي عليه السلام في بعض الليل ، فقال لي : ما جاء بك في هذه الساعة؟
قلت : حبّك يا أمير المؤمنين.
قال : الله؟
قلت : الله.
قال : ألا اُحدّثك بأشدّ الناس عداوةً لنا وأشدّهم عداوةً لمن أحبّنا؟
قلت : بلى يا أمير المؤمنين ، أما والله لقد ظننت ظنّاً ، وقال : هات ظنّك.
قلت : الأول والثاني؟
قال : اُدنُ منّي يا أعور ، فدنوتُ منه ، فقال : ابرأ منهما.
وفي رواية اُخرى : فقال : «إي والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، إنّهما لهما ظلماني حقّي وتغاصاني ريقي ، وحسداني ، وآذياني ، وإنّه ليؤذي أهل النار ضجيجهما ونصبهما ورفع أصواتهما وتعيير رسول الله صلى الله عليه وآله إيّاهما» (١).
__________________
(١) تقريب المعارف : ص ٢٣٢ ـ ٢٤٢.