.........................................
____________________________________
والثبات هذا يكون للمؤمنين كما تلاحظه في قوله تعالى : (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) (١).
وتلاحظ معنى الإيمان المستقرّ عند بيان قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) (٢).
فعن سعيد بن أبي الأصبغ قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام وهو سئل عن «مستقرّ ومستودع»؟
قال : «مستقرّ» في الرحم. و«مستودع» في الصلب.
وقد يكون مستودع الإيمان ثمّ ينزع منه ؛ ولقد مشى الزبير في ضوء الإيمان ونوره حين قُبض رسول الله صلى الله عليه وآله حتّى مشى بالسيف وهو يقول : لا نبايع إلاّ علياً.
وعن محمّد بن الفضل ، عن أبي الحسن عليه السلام في قوله : (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ).
قال : ما كان من الإيمان المستقرّ ، فمستقرّ إلى يوم القيامة أو أبداً ، وما كان مستودعاً ، سلبه الله قبل الممات.
وعن صفوان قال : سألني أبو الحسن عليه السلام ومحمّد بن خلف جالس ، فقال لي : مات يحيى بن القاسم الحذّاء؟
فقلت له : نعم ، ومات زرعه.
فقال : كان جعفر عليه السلام يقول : «فمستقرّ ومستودع». فالمستقرّ ، قوم يُعطون الإيمان ويستقرّ في قلوبهم ، والمستودع قوم يعطون الإيمان ثمّ يسلبونه» (٣).
__________________
(١) سورة إبراهيم : الآية ٢٧.
(٢) سورة الأنعام : الآية ٩٨.
(٣) كنز الدقائق : ج ٤ ص ٤٠٤.