.........................................
____________________________________
فقال الأعرابي : هذا مال المسلمين من خزانة ربّ العالمين ، أخذه عبد من عباد الله الصالحين.
فالتفت معاوية إلى كاتبه وقال : اكتب جوابه ، فو الله لقد أظلمت الدنيا عليّ وما لي طاقة ، فأخذ الكاتب القرطاس فكتب :
بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله وابن عبده معاوية بن أبي سفيان إلى علي بن أبي طالب أمّا بعد فإنّي اُوجّه إليك جنداً من جنود الشام مقدّمته بالكوفة وساقته بساحل البحر ، ولأرمينّك بألف حمل من خردل تحت كلّ خردل ألف مقاتل فإن أطفأت نار الفتنة وسلّمت إلينا قتلة عثمان وإلاّ فلا تقل غال ابن أبي سفيان ، ولا يغرنّك شجاعة أهل العراق واتّفاقهم ناف فمثلهم كمثل الحمار الناهق يميلون مع كلّ ناعق والسلام.
فلمّا نظر الطرماح إلى ما يخرج تحت قلمه قال : سبحان الله لا أدري أيّكما أكذب أنت بادّعائك أم كاتبك فيما كتب!!! لو اجتمع أهل الشرق والغرب من الجنّ والإنس لم يقدروا به على ذلك.
فنظر معاوية فقال : والله لقد كتب من غير أمري.
فقال : إن كنت لم تأمره فقد استضعفك وإن كنت أمرته فقد استفضحك.
أو قال : إن كتب من تلقاء نفسه فقد خانك ، وإن أمرته بذلك فأنتما خائنان كاذبان في الدنيا والآخرة ثمّ قال الطرماح : يا معاوية أظنّك تهدّد البطّ بالشطّ.
فدع الوعيد فما وعيد ضائر |
|
أطنين أجنحة الذباب يضير |
والله إنّ لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لديكاً عليَّ الصوت ، عظيم المنقار ، يلتقط الجيش بخيشومه ، ويصرفه إلى قانصته ، ويحطّه إلى حوصلته.