.........................................
____________________________________
فقال معاوية : والله كذلك هو مالك بن الأشتر النخعي ثمّ قال : ارجع بسلام منّي» (١).
هكذا خضع الجبابرة أمام أهل البيت عليهم السلام وكذلك خضع الظالمون تجاههم.
وروي أنّ الرشيد لمّا أراد قتل الإمام موسى الكاظم عليه السلام أرسل إلى عمّاله في الأطراف فقال : التمسوا لي قوماً لا يعرفون الله أستعين بهم في مهم لي ، فأرسلوا إليه قوماً يقال لهم : العبدة ، فلمّا قدموا عليه وكانوا خمسين رجلاً أنزلهم في بين من داره قريب من المطبخ ، ثمّ حمل إليهم المال والثياب والجواهر والأشربة والخدم ، ثمّ استدعاهم وقال : مَن ربّكم؟
فقالوا : ما نعرف ربّاً وما سمعنا بهذه الكلمة ، فخلع عليهم ، ثمّ قال للترجمان : قل لهم : إنّ لي عدوّاً في هذه الحجرة فادخلوا إليه وقطّعوه ، فدخلوا بأسلحتهم على الكاظم عليه السلام والرشيد ينظر ماذا يفعلون.
فلمّا رأوه رموا ألحتهم وخرّوا له سجّداً فجعل موسى عليه السلام يمرّ يده على رؤوسهم وهم منكّسون وهو يخاطبهم بألسنتهم.
فلمّا رأى الرشيد ذلك غشي عليه وصاح بالترجمان أخرجهم فأخرجهم يمشون القهقري إجلالاً لموسى عليه السلام ثمّ ركبوا خيولهم وأخذوا الأموال ومضوا» (٢).
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٣٣ ص ٢٨٩ ح ٥٥٠.
(٢) جلاء العيون : ج ٣ ص ٧١.