وَذَلَّ كُلُّ شَىْءٍ لَكُمْ (١)
____________________________________
(١) ـ ذلّ : مأخوذ من الذِّل بكسر الذال بمعنى اللين والإنقياد والسهولة ضدّ الصعوبة ، كما وأنّ الذُّل بضمّ الذال بمعنى الخفّة والهوان ضدّ العزّة.
فكلمة ذَلَّ بمعنى انقاد ولانَ وسَهُل ، كما في قوله تعالى : (وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا) (١).
وهذا الإنقياد هو غاية الخضوع ، يقال لكلّ مطيع من الناس ذليل ، ومن غير الناس ذلول (٢).
فالمعنى : انقاد وخضع كلّ شيء في العالم لكم بقدرة الله تعالى.
وهذه هي الولاية التكوينية الثابتة بقدرة الله تعالى وإرادته لأهل البيت عليهم السلام.
فإنّ كلّ شيء في الكون خاضع ومنقاد وتابع لهم ، ويمكنهم التصرّف بولايتهم في جميع أشياء ، الكون والتكوين.
وهذا مضافاً إلى ولايتهم التشريعية الثابتة لهم بنصب الله تعالى وهي إمامتهم وأولويتهم بالأمر وهدايتهم وإرشادهم مع وجوب إطاعتهم ، الثابتة بأدلّة الإمامة من الكتاب والسنّة والعقل والإعجاز.
كما ثبتت ولايتهم التكوينية بالأدلّة المتظافرة المتقدّمة في فقرة : «والسادة الولاة».
ونضيف هنا بياناً أنّ من الأدلّة عليها :
١ / الاقتران في آية الولاية في سورة المائدة / الآية ٥٥ (٣).
٢ / حديث طارق بن شهاب الذي جاء فيه : «خلقهم الله من نور عظمته ،
__________________
(١) سورة الإنسان : الآية ١٤.
(٢) مجمع البحرين : ص ٤٧٤.
(٣) كنز الدقائق : ج ٤ ص ١٤٤.