.........................................
____________________________________
قبل أن تفقدوني ، فوالله ما من أرض مخصبة ولا مجدبة ولا فئة تضلّ مائة أو تهدي مائة غلاّ وعرفت قائدها وسائقها، وقد أخبرت بهذا رجلاً من أهل بيتي يخبر بها كبيرهم صغيرهم إلى أن تقوم الساعة» (١).
٣٩ ـ حديث الهروي قال : كان الرضا عليه السلام يكلّم الناس بلغاتهم ، وكان والله أفصح الناس وأعلمهم بكلّ لسان ولغة.
فقلت له يوماً : يابن رسول الله إنّي لأعجب من معرفتك بهذه اللغات على إختلافها؟
فقال : يا أبا الصلت «أنا حجّة الله على خلقه ، وما كان ليتّخذ حجّة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم ، أو ما بلغك قول أمير المؤمنين عليه السلام : اُوتينا فصل الخطاب؟ فهل فصل الخطاب إلاّ معرفة اللغات» (٢).
٤٠ ـ حديث الحسين بن علوان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنّ الله فضّل اُولي العزم من الرسل بالعلم على الأنبياء ، وورثنا علمهم وفُضّلنا عليهم في فضلهم ، وعلّم رسول الله صلى الله عليه وآله ما لا يعلمون ، وعلّمنا علم رسول الله صلى الله عليه وآله فروينا لشيعتنا ، فمن قبل منهم فهو أفضلهم ، وأينما نكون فشيعتنا معنا» (٣).
وبدراية هذه الأحاديث الشريفة تعرف علوّ علومهم الربّانية ، ومعالمهم الرحمانية ، كما وإنّ الإيمان بها يكون من شؤون معرفتهم والإيمان بهم.
وما أحلى حديث المفضّل الجعفي في هذا المقام ؛ قال : دخلت على الصادق عليه السلام ذات يوم فقال لي : يا مفضّل هل عرفت محمّداً وعلياً وفاطمة والحسن
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٠ ص ١٢١ ب ٨ ح ٢.
(٢) بحار الأنوار : ج ٢٦ ص ١٩٠ ب ١٤ ح ١.
(٣) بحار الأنوار : ج ٢٦ ص ١٩٩ ب ١٥ ح ١١.