.........................................
____________________________________
من الله تعالى كما عن المحدّث الكاشاني (١).
فالسياسة بالمفهوم الصحيح في معناها اللغوي والعرفي هي اُمور ثلاثة : الملوكية الربّانية ، والأمر والنهي الإلهي ، وتدبير الرعية بما هو صالح لهم.
وأهل البيت سلام الله عليهم هم المثل الأعلى لهذه المناصب الهامّة ، وهم المتأدّبون بآداب الله والعارفون بمصالح خلق الله فيستحقّون سياسة عباد الله ، وتلاحظ في أحاديثنا الشريفة دليل هذه المعاني وتوفّرها في سادتنا الأئمّة عليهم السلام.
فللمعنى الأوّل أي ملوكيتهم وخلافتهم الإلهية : لاحظ مثل :
حديث بُريد العجلي ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى : (فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا) (٢).
قال : «جعل منهم الرسل والأنبياء والأئمّة ، فكيف يقرّون في آل إبراهيم عليه السلام وينكرونه في آل محمد صلى الله عليه وآله»؟
قال : قلت : (وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا)؟
قال : «الملك العظيم أن جعل فيهم أئمّة ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله ، فهو الملك العظيم» (٣).
وحديث عبد الله بن سليمان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن الإمام فوّض الله إليه كما فوّ إلى سليمان بن داود؟
فقال : «نعم ...» (٤).
وللمعنى الثاني أي الآمرية والناهوية من قبل الله تعالى : لاحظ مثل :
__________________
(١) الوافي : ج ٢ القسم الثاني ص ٢٤٣ ، وحكاه عن عمدة الزائر : ص ٣٧٧.
(٢) سورة النساء : الآية ٥٤.
(٣) الكافي : ج ١ ص ٢٠٦ ح ٥.
(٤) الكافي : ج ١ ص ٤٣٨ ح ٣.