.........................................
____________________________________
حديث الإمام جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه ذكر عن آبائه عليهم السلام أنّ أمير المؤمنين عليه السلام كتب إلى عمّاله : «أدقّوا أقلامكم ، وقاربوا بين سطوركم ، واحذفوا عنّي فضولكم ، واقصدوا قصد المعاني ، وإيّاكم والإكثار ، فإنّ أموال المسلمين لا تحتمل الإضرار» (١).
ويكفي في النموذج الحي على عظيم تدبيره ومعالي سياسته (روحي فداه) رسائله وكتبه إلى عمّاله.
خصوصاً كتابه إلى مالك الأشتر النخعي لمّا ولاّه مصر وأعمالها وهو من أجلّ كتبه وأجمع محاسنه ، والدستور الأعلى لجميع الأزمان ، والأماكن والبلدان والجدير جدّاً دراسة نصّه بإمعان في النهج الشريف (٢).
كما يشهد للمعنى الثالث أيضاً دليل الوجدان وشهادة العيان ، بإزدهار الكوفة وترقّيها وإرتفاع مستوى حضارتها العلمية والعملية في أيّام حكومته عليه السلام بالرغم من قصر مدّتها وإزدحام الحروب من أعدائه فيها (٣).
وقد شهد بحسن سياسته في أيّام حكومته محبّوه ومخالفوه ، كما تلاحظه في كلام ابن أبي الحديد في شرحه (٤).
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٤١ ص ١٠٥ ح ٦.
(٢) نهج البلاغة : قسم الرسائل ص ٩٢ رقم ٥٣.
(٣) لاحظ لمعرفة الإزدهار والرقيّ تاريخ الكوفة للبراقي.
(٤) شرح نهج البلاغة : ج ١ ص ٢٨.