[سورة الفاتحة (١) : الآيات ١ الى ٧]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١)
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣) مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥) اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) (٧)
سورة فاتحة الكتاب وهى سبع آيات
الفاتحة فى الأصل أول ما من شأنه أن يفتح كالكتاب والثوب أطلقت عليه لكونه واسطة فى فتح الكل ثم أطلقت على أول كل شىء فيه تدريج بوجه من الوجوه كالكلام التدريجى حصولا والسطور والأوراق التدريجية قراءة وعدا ، والتاء للنقل من الوصفية إلى الاسمية أو هى مصدر بمعنى الفتح أطلقت عليه تسمية للمفعول باسم المصدر إشعارا بأصالته كأنه نفس الفتح فإن تعلقه به بالذات وبالباقى بواسطئه لكن لا على معنى أنه واسطة فى تعلقه بالباقى ثانيا حتى يرد أنه لا يتسنى فى الخاتمة لما أن ختم الشىء عبارة عن بلوغ آخره وذلك إنما يتحقق بعد انقطاع الملابسة عن أجزائه الأول بل على معنى أن الفتح المتعلق بالأول فتح له أولا وبالذات وهو بعينه فتح للمجموع بواسطته لكونه جزأ منه وكذا الكلام فى الخاتمة فإن بلوغ آخر الشىء يعرض للآخر أولا وبالذات وللكل بواسطته على الوجه الذى تحققته والمراد بالأول ما يعم الإضافى فلا حاجة إلى الإعتذار بأن إطلاق الفاتحة على السورة الكريمة بتمامها باعتبار جزئها الأول والمراد بالكتاب هو المجموع الشخصى لا القدر المشترك بينه وبين أجزائه على ما عليه اصطلاح أهل الأصول ولا ضير فى اشتهار السورة الكريمة بهذا الاسم فى أوائل عهد النبوة قبل تحصل المجموع بنزول الكل لما أن التسمية من جهة الله عز اسمه أو من جهة الرسول صلىاللهعليهوسلم بالإذن فيكفى فيها تحصله باعتبار تحققه فى علمه عزوجل أو فى اللوح أو باعتبار أنه أنزل جملة إلى السماء الدنيا وأملاه جبريل على السفرة ثم كان ينزله على النبى صلىاللهعليهوسلم نجو ما فى ثلاث وعشرين سنة كما هو المشهور والإضافة بمعنى اللام كما فى جزء الشىء لا بمعنى من كما فى خاتم فضة لما عرفت أن المضاف جزء من المضاف إليه لا جزئى له ومدار التسمية كونه مبدأ للكتاب على الترتيب المعهود لا فى القراءة فى الصلاة ولا فى التعليم ولا فى