(قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (٧٥) قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (٧٦) فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقالُوا يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (٧٧)
____________________________________
اى الصخور وقرىء تنحتون بفتح الحاء وتنحاتون بإشباع الفتحة كما فى قوله [ينباع من ذفرى أسيل حرة] والنحت نجر الشىء الصلب فانتصاب الجبال على المفعولية وانتصاب قوله تعالى (بُيُوتاً) على أنها حال* مقدرة منها كما تقول خطت هذا الثوب قميصا وقيل انتصاب الجبال على إسقاط الجار أى من الجبال وانتصاب بيوتا على المفعولية وقد جوز أن يضمن النحت معنى الاتخاذ فانتصابهما على المفعولية قيل كانوا يسكنون السهول فى الصيف والجبال فى الشتاء (فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ) التى أنعم بها عليكم مما ذكر أو* جميع آلائه التى هذه من جملتها (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) فإن حق آلائه تعالى أن تشكر ولا* تهمل ولا يغفل عنها فكيف بالكفر والعثى فى الأرض بالفساد (قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ) أى عتوا وتكبروا استئناف كما سلف وقرىء بالواو عطفا على ما قبله من قوله تعالى (قالَ يا قَوْمِ) الخ واللام فى قوله تعالى (لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) للتبليغ وقوله تعالى (لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ) بدل من الموصول* بإعادة العامل بدل الكل إن كان ضمير منهم لقومه وبدل البعض إن كان (لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) على أن من المستضعفين من لم يؤمن والأول هو الوجه إذ لا داعى إلى توجيه الخطاب أولا إلى جميع المستضعفين مع أن المجاوبة مع المؤمنين منهم على أن الاستضعاف مختص بالمؤمنين أى قالوا للمؤمنين الذين استضعفوهم واسترذلوهم (أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ) وإنما قالوه بطريق الاستهزاء بهم (قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ) عدلوا عن الجواب الموافق لسؤالهم بأن يقولوا نعم أو نعلم أنه مرسل منه تعالى مسارعة إلى تحقيق الحق وإظهار ما لهم من الإيمان الثابت المستمر الذى ينبىء عنه الجملة الاسمية وتنبيها على أن أمر إرساله من الظهور بحيث لا ينبغى أن يسأل عنه وإنما الحقيق بالسؤال عنه هو الإيمان به (قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) أعيد الموصول مع صلته مع كفاية الضمير إيذانا بأنهم قد قالوا ما قالوه بطريق العتو والاستكبار (إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ) وإنما لم يقولوا إنا بما أرسل به كافرون إظهارا لمخالفتهم إياهم وردا لمقالتهم* (فَعَقَرُوا النَّاقَةَ) أى نحروها أسند العقر إلى الكل مع أن المباشر بعضهم للملابسة أو لأن ذلك لما كان برضاهم فكأنه فعله كلهم وفيه من تهويل الأمر وتفظيعه بحيث أصابت غائلته الكل ما لا يخفى (وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ) أى استكبروا عن امتثاله وهو ما بلغهم صالح عليهالسلام من الأمر والنهى (وَقالُوا) * مخاطبين له عليهالسلام بطريق التعجيز والإفحام على زعمهم (يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا) أى من العذاب* والإطلاق للعلم به قطعا (إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) فإن كونك من جملتهم يستدعى صدق ما تقول من*