قائمة الکتاب
(الجزء السابع)
6 ـ سورة الأنعام
(الجزء الثامن)
7 ـ سورة الأعراف
(الجزء التاسع)
قوله تعالى : وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هى تلقف ما يأفكون
٢٦٠
إعدادات
تفسير أبي السّعود [ ج ٣ ]
تفسير أبي السّعود [ ج ٣ ]
المؤلف :أبي السعود محمّد بن محمّد العمادي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :312
تحمیل
(فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ (١٣٥) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ (١٣٦) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ) (١٣٧)
____________________________________
النبوة أو بالذى عهد إليك أن تدعوه فيجيبك كما أجابك فى آياتك وهو صلة لادع أو حال من الضمير فيه بمعنى ادع الله متوسلا إليه بما عهد عندك أو متعلق بمحذوف دل عليه التماسهم مثل أسعفنا إلى ما نطلب* بحق ما عندك أو قسم أجيب بقوله تعالى (لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ) الذى وقع علينا (لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ) أى أقسمنا بعهد الله عندك لئن كشفت الخ (فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ) * أى إلى حد من الزمان هم بالغوه فمعذبون بعده أو مهلكون (إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ) جواب لما أى فلما كشفنا عنهم فاجئوا النكث من غير تأمل وتوقف (فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ) أى فأردنا أن ننتقم منهم لما أسلفوا من* المعاصى والجرائم فإن قوله تعالى (فَأَغْرَقْناهُمْ) عين الانتقام منهم فلا يصح دخول الفاء بينهما ويجوز أن* يكون المراد مطلق الانتقام منهم والفاء تفسيرية كما فى قوله تعالى (وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِ) الخ (فِي الْيَمِّ) * فى البحر الذى لا يدرك قعره وقيل فى لجته (بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا) (بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ) تعليل للإغراق أى كان إغراقهم بسبب تكذيبهم بآيات الله تعالى وإعراضهم عنها وعدم تفكرهم فيها بحيث صاروا كالغافلين عنها بالكلية والفاء وإن دلت على ترتب الإغراق على ما قبله من النكث لكنه صرح بالتعليل إيذانا بأن مدار جميع ذلك تكذيب آيات الله تعالى والإعراض عنها ليكون ذلك مزجرة للسامعين عن تكذيب الآيات الظاهرة على يد رسول الله صلىاللهعليهوسلم والإعراض عنها (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ) أى بالاستعباد وذبح الأبناء والجمع بين صيغتى الماضى والمستقبل للدلالة على استمرار الاستضعاف وتجدده وهم بنو إسرائيل ذكروا بهذا العنوان إظهارا لكمال لطفه تعالى بهم وعظيم إحسانه إليهم فى* رفعهم من حضيض المذلة إلى أوج العزة (مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا) أى جانبيها الشرقى والغربى حيث ملكها بنو إسرائيل بعد الفراعنة والعمالقة وتصرفوا فى أكنافها الشرقية والغربية كيف شاءوا وقوله* تعالى (الَّتِي بارَكْنا فِيها) أى بالخصب وسعة الأرزاق صفة للمشارق والمغارب وقيل للأرض وفيه ضعف* للفصل بين الصفة والموصوف بالمعطوف كما فى قولك قام أم هند وأبوها العاقلة (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى) وهى وعده تعالى إياهم بالنصر والتمكين كما ينبىء عنه قوله تعالى (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) وقرىء كلمات لتعدد المواعيد ومعنى تمت مضت واستمرت (عَلى