(وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (٧٥) فَلَمَّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٧٦) فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ) (٧٧)
____________________________________
أنكروا شيئا من الأشياء إلا إغناء الله تعالى إياهم أو وما أنكروا ما أنكروا لعلة من العلل إلا لإغناء الله إياهم (فَإِنْ يَتُوبُوا) عما هم عليه من الكفر والنفاق (يَكُ خَيْراً لَهُمْ) فى الدارين. قيل لما تلاها رسول* الله صلىاللهعليهوسلم قال الجلاس يا رسول الله لقد عرض الله على التوبة والله لقد قلت وصدق عامر فتاب الجلاس وحسنت توبته (وَإِنْ يَتَوَلَّوْا) أى استمروا على ما كانوا عليه من التولى والإعراض عن الدين أو أعرضوا* عن التوبة بعد هذا العرض (يُعَذِّبْهُمُ اللهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا) بالقتل والأسر والنهب وغير ذلك من فنون* العقوبات (وَالْآخِرَةِ) بالنار وغيرها من أفانين العقاب (وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ) مع سعتها وتباعد أقطارها* وكثرة أهلها المصححة لوجدان ما نفى بقوله عزوجل (مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) ينقذهم من العذاب بالشفاعة* أو المدافعة (وَمِنْهُمْ) بيان لقبائح بعض آخر منهم (مَنْ عاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ) لنؤتين ٧٥ الزكاة وغيرها من الصدقات (وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ) قال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما يريد الحج* وقرىء بالنون الخفيفة فيهما. قيل نزلت فى ثعلبة بن حاطب أتى النبى صلىاللهعليهوسلم فقال يا رسول الله ادع الله أن يرزقنى ما لا فقال صلىاللهعليهوسلم يا ثعلبة قليل تؤدى حقه خير من كثير لا تطيقه فراجعه وقال والذى بعثك بالحق لئن رزقنى الله ما لا لأعطين كل ذى حق حقه فدعا له فاتخذ غنما فنمت كما ينمى الدود حتى ضاقت بها المدينة فنزل واديا وانقطع عن الجماعة والجمعة فسأل عنه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقيل كثر ماله حتى لا يسعه واد فقال يا ويح ثعلبة فبعث مصدقين لأخذ الصدقات فاستقبلهما الناس بصدقاتهم ومرا بثعلبة فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم الذى فيه الفرائض فقال ما هذه إلا جزية ما هذه إلا أخت الجزية وقال ارجعا حتى أرى رأيى وذلك قوله عزوجل (فَلَمَّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ) أى منعوا حق الله منه (وَتَوَلَّوْا) أى أعرضوا عن طاعة الله سبحانه فلما رجعا قال لهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبل أن يكلماه يا ويح ثعلبة مرتين فنزلت فجاء ثعلبة بالصدقة فقال صلىاللهعليهوسلم إن الله منعنى أن أقبل منك فجعل يحثو التراب على رأسه فقال صلىاللهعليهوسلم هذا عملك قد أمرتك فلم تطعنى فقبض صلىاللهعليهوسلم فجاء بها إلى أبى بكر رضى الله عنه فلم يقبلها وجاء بها إلى عمر رضى الله عنه فى خلافته فلم يقبلها وهلك فى خلافة عثمان رضى الله عنه وقيل نزلت فيه وفى سهل بن الحرث وجد بن قيس ومعتب بن قشير والأول هو الأشهر (وَهُمْ مُعْرِضُونَ) جملة معترضة أى وهم* قوم عادتهم الإعراض أو حالية أى تولوا بإجرامهم وهم معرضون بقلوبهم (فَأَعْقَبَهُمْ) أى جعل الله ٧٧ عاقبة فعلهم ذلك (نِفاقاً) راسخا (فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ) إلى يوم موتهم الذى يلقون الله تعالى عنده* أو يلقون فيه جزاء عملهم وهو يوم القيامة وقيل فأورثهم البخل نفاقا متمكنا فى قلوبهم ولا يلائمه