ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخان
قال تعالى : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ ، فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (١).
يقول المفسرون : المعنى : ثم عمد سبحانه وتعالى إلى السماء ، وهي دخان ، فقصد إلى تسويتها وهي بهيئة الدخان ، قال الإمام ابن كثير :
المراد بالدخان بخار الماء المتصاعد منه حين خلقت الأرض (٢).
وقوله تعالى : (فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً ، قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) أي استجيبا لأمرى طائعتين أو مكرهتين (قالتا) أي السماء والأرض أتينا طائعين أي مذعنين للأمر (٣).
قال ابن عباس رضي الله عنهما : قال الله تعالى للسماء : أطلق شمسك وقمرك ونجومك ، وقال للأرض : شققي أنهارك وأخرجي شجرك وثمارك طائعتين أو كارهتين ، قالتا أتينا أمرك طائعين (٤).
__________________
(١) فصلت (٤١ / ١١ ، ١٢).
(٢) راجع مختصر ابن كثير (٣ / ٢٥٧).
(٣) يقول صاحب الكشاف : أي أنه تعالى أراد تكوينها فلم تمتنعا عليه ، على التمثيل وكانتا في ذلك المأمور المطيع إذا ورد عليه أمر الآمر المطاع والفرض تصوير أثر قدرته في المقدورات من غير خطاب أو جواب» أه. انظر الكشاف (٤ / ١٤٨) بتصرف.
(٤) راجع الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٥ / ٣٤٣) ط. دار الكتب المصرية.