الفتق والرتق للسّماوات والأرض
نشأت الأرض والسماء أول أمرهما ملتصقتين معا داخل السديم الذي يكتنفهما ، ثم يحدث الكثير من الانفجارات الذاتية داخل جسم السديم نتيجة غاز الهيدروجين Hydrogen ions فكان محتوما أن تنفصل السماء عن الأرض نتيجة هذه السلسلة المتصلة من الانفجارات غير المتوقفة والتي أنيط بها تكوين كل مجرات وأجرام السماء.
قال تعالى في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه :
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) (١) والمقصود بقوله تعالى (كانَتا رَتْقاً) أي كانتا شيئا واحدا متصلا ببعضه ، ومن ذلك القول : هو يرتق الفتق أي يسده (٢).
قال بعض المفسرين : يقال كانتا مصمتتين ، ففتقنا السماء بالمطر ، والأرض بالنبات (٣).
ومن سنن الحق سبحانه وتعالى في خلقه ومصنوعاته أن يكون أثر
__________________
(١) الأنبياء (٢١ / ٣٠).
(٢) كذلك يقال للمرأة رتقاء. انظر الطبري (١٧ / ١٤). والاستفهام في الآية الكريمة للتوبيخ لمن ادعى مع الله آلهة. وقال الحسن وقتادة : كانت السماوات والأرض ملتزمتين ، ففصل الله بينهما بالهواء. راجع تفسير القرطبي (١١ / ٢٨٣).
(٣) وهذا هو الرأي المختار عند الطبري (١٧ / ١٥).