سبع سماوات
خلق الله سبحانه وتعالى الأرض ذلولا للإنسان يحيا فيها مرزوقا بالمأكل والمشرب ، والبيئة والمناخ الملائمين لحياته ونشاطاته ، ثم توجهت قدرته إلى السماء فعمد إليها إذ جعلها سبع سماوات.
قال تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (١).
قال الحائدون عن الصواب ـ بحسن نية طبعا ـ أريد بالسماوات السبع مدارات الكواكب السيارة التابعة للمنظومة الشمسية التي تدور حول الشمس.
وقد وهم هذا الرأي الإمام محمد عبده رضي الله عنه ـ رغبة منه في التفهيم ـ ورأى البعض أنها ربما أريد بها طبقات الأرض (٢).
ولكن للعقل أن يذهب في تأويلها أي مذهب كيفما شاء بشرط ألا يتعارض في أي منها مع نص شرعي واضح ، كذلك عليه أن يجعل هذا التصور مجرد رأي ظني راجح لا يصل إلى درجة من درجات اليقين إلا إذا اتصل بعنصر الثبات. وقد وردت في المعاني العلمية والإشارات الكونية لهذه الآية آراء غير شديدة ضربنا عنها صفحا ولم نشأ مجرد سردها أو مناقشتها لأنها غير جديرة بذلك.
__________________
(١) البقرة (٢ / ٢٩). قيل إن كل من كان يعمل عملا فتركه بفراغ أو غير فراغ وعمد لغيره ، فقد استوى له ، واستوى عليه. راجع رأي الطبري أيضا في ذلك في جامع البيان (١ / ٤٢٩).
(٢) وهذا رأي باطل أيضا غير متوافق مع العلم أو المنطق.