منازل القمر
قيل إن القمر قد اقتطع من الأرض عند ما كانت الأرض مائعة ، ولو صح قول هؤلاء الزاعمين كان عمر القمر هو نفس عمر القشرة الأرضية عند ما بدأت تبرد وتتجمد ، والأرض أثقل من القمر ٨٢ مرة. وقد بلغ بعد القمر عن أرض مسافة ٠٠٠ ، ٢٤٠ ميلا ، ولكن قطر الأرض يبلغ نحوا من ٨٠٠٠ ميلا.
وقطر القمر يزيد قليلا عن ربع قطر الأرض.
ويوجد بالقمر فوهات وبراكين ووهاد وجبال مختلفة الأشكال والهيئات ، وعليه قمم مرتفعة شاهقة. لكن العلماء انتهوا إلى أن القمر خلو من الماء كما لا يوجد عليه هواء ، وهو بلقع وخراب يباب.
وترى الأرض قمرا عند سطح القمر ، ويدور القمر حول الأرض ، والأرض تدور حول نفسها وحول الشمس وكذلك القمر يدور حول نفسه وحول الأرض في آن واحد.
قال تعالى : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ، ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ، وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) (١).
ومعنى الآية عند جمهور المفسرين : والقمر جعلناه منازل كالشمس ،
__________________
(١) يس (٣٦ / ٣٨ ، ٣٩). وقد قرئت لا مستقر لها أي لا قرار ولا سكون لها ، بل سائرة ليلا ونهارا ، لا تفتر ولا تقف. راجع مختصر ابن كثير (٣ / ١٦٢).