وهو يزيد وينقص حتى يصبح كالعذق المقوس أو السباطة اليابسة التي يحول عليها الحول أو العام فأصبحت جافت وصارت مقوسة (١).
وقد انتهت بحوث الفلكيين إلى أن القمر أول الشهر يكون (المحاق) لانمحاق نوره ولاختفائه ، ثم بعد سبعة أيام يصير إلى (التربيع الأول) ثم يصير (بدرا) وسط الشهر ثم يتحول إلى (التربيع الثاني) بعد الأسبوع الثالث ، ثم يكون في المحاق آخر الشهر ، وهكذا دواليك.
ولا يمكن للشمس أن تحتل مكان أحد المنظومات السيارة ، وليس في مقدور أحدها أن يحتل محل الآخر إنما لكل واحد من هذه المسيّرات فلك خاص به ومدار يسير عليه فلا يخرج على دائرته.
قال تعالى : (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ ، وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (٢).
كذلك يستنبط من الآية الشريفة أن كلا من الشمس والقمر لا يجتمعان معا بحال ، لأن كلا منهما يجري في مداره الذي يوازي مدار الآخر ، ولا يمكن بل يستحيل تماما أن يلتقي كلاهما.
ولا يفوت الليل النهار ، فيذهب قبل مجيئة ، وقوله تعالى : (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)
__________________
(١) لأن العرجون هو الكناسة. وقد شبه الحق سبحانه وتعالى به القمر ـ آخر ليلة يطلع ـ لتقوسه ودقته بعد أن يمر عليه العام ، وقد عبر عنه بالعرجون القديم. راجع لسان العرب لابن منظور (١٧ / ١٥٦). وتفسير الطبري (٢٣ / ٦) والقرطبي (١٥ / ٣٠ ، ٣١).
(٢) يس (٣٦ / ٤٠).