بيد أن العلماء الجيولوجيين الدارسين للعصور السحيقة قد وقفوا على قضية فلكية غاية في الأهمية ، يتسع لها معنى الآية الكريمة أيضا ، وهي أن هؤلاء العلماء قد ثبت لهم أن الكرة الأرضية قد تفلطحت عند القطبين وانبعجت عند خط الاستواء بسبب سرعة دورانها حول نفسها (١).
وقد حدث أن كميات كبيرة من الغازات والعناصر التي تحيط وسط الكرة الأرضية قد انطلقت بقوة الطرد المركزية إلى الخارج بعيدا حول خط الاستواء مما ساعد على انبعاج الكرة الأرضية عند خط الاستواء ، ونقص طرفيها عند القطبيين ، الشمالي والجنوبي.
وإذا كان هذا الرأي هو ما اطمأن إليه الفلكيون واستقرت عليه آراؤهم ، فليس عندنا ما يرده أو يرفض كونه أحد المعاني التي يجب أخذها في الاعتبار (٢) في تأويل الآية الشريفة.
__________________
(١) حيث تصل سرعة دوران الأرض حول نفسها ألف ميل في الساعة تقريبا.
(٢) وهذه من أعظم نواحي عظمة القرآن الكريم ، وقد فطن الصحابة وأعلام السلف ـ رحمهمالله ـ إلى هذه الناحية فقد قال الإمام علي رضي الله عنه لبعد الله بن عباس حينما بعثه إلى الخوارج : «ولا تخاصمهم بالقرآن ، فإنه حمّال ذو وجوه ، ولكن حاججهم بالسنة ، فإنهم لن يجدوا عنها محيصا» وهذه الوجوه المحمول عليها معاني القرآن تعطي تجويزا لتعدد الفهم والإحساس.