تنبّؤ القرآن الكريم بوسائل المواصلات الحديثة
كثير من الإعجازات القرآنية الغيبة التي لم يعرفها الأقدمون الذي سمعوا القرآن وصدقوه وآمنوا به ، فوّضوا تأويلها وتفسيرها وفهم معانيها إلى الله سبحانه وتعالى ، بيد أنهم أفرغوا مجهودهم ، وبذلوا قصارى جهودهم في فهم معانيها ، واستطاعوا تأويل بعض منها بظنون مرجوحة لا تقدر على الارتقاء إلى أدنى درجات اليقين ، لأن اليقين متطلب جزما وقطعا من غير نكير.
من هذه الغيبيات ما أخبر عنه القرآن الكريم من وسائل المواصلات الحديثة في قوله تعالى :
(وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ، وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ) (١) والمقصود من الآية الشريفة هو ما يركبون في البر مما يشابه الفلك المشحون مثل السيارات الناقلة الكبيرة العملاقة التي تحمل الكثرة الكثيرة من الناس وأمتعتهم.
__________________
(١) يس (٣٦ / ٤١). لكن ابن عباس ذكر في تفسير القرطبي (١٥ / ٣٣) أنها الإبل وسائر المركوبات ، فهي في البر مثل السفن في البحر ، وهذا التفسير الذي قال به ابن عباس مقبول مناسب لعصر النبوة.