الغوّاصات والمتفجّرات
قال تعالى : (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً ، فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً ، وَالنَّاشِراتِ نَشْراً ، فَالْفارِقاتِ فَرْقاً ، فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً ، عُذْراً أَوْ نُذْراً ، إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ) (١).
في الآيات الخمس الأولى اختلف المفسرون اختلافا كبيرا في تأويلها ، فبعض العلماء حملها جميعا على الرياح ، وآخرون حملوها جميعا على الملائكة ، ولكن ابن جرير الطبري لم يبد رأيا في ذلك ، لكن ابن جزي قال : الأظهر في المرسلات والعاصفات أنها الرياح والأظهر في الناشرات والفارقات أنها الملائكة. قال المفسرون كما ذكر الفخر الرازي :
أقسم الحق سبحانه وتعالى بخمسة أشياء ، تنبيها على جلالة قدر المقسم به ، وتعظيما لشأن المقسم عليه.
راجع التفسير الكبير للفخر الرازي (٣٠ / ٢٦٥) وهنا وصف دقيق للطائرات الحربية الخاطفة بسرعة البرق وهى تروح وتجيء تعصف بقنابلها المدمرة كالحميم وتترك الناس عصفا ماكولا.
__________________
(١) المرسلات (٧٧ / ١ ، ٧). المرسلات : الملائكة ، عرفا : متتابعة ، ومن ذلك قيل هم إليه عرف واحد راجع البحر المحيط لأبي حيان (٨ / ٤٠٣) ويقال : أرسلت بالعرف أي بالمعروف كما ذكر القرطبي (١٩ / ١٥١). العاصفات : الرياح ، والناشرات : هي الرياح الممطرة. راجع تفسير الطبري (٢٩ / ١٤١) والفارقات : الملائكة تنزل تفرق بين الحق والباطل ، الملقيات ذكرا : الملائكة التي تلقن الوحي إلى أنبياء الله ، عذرا أو نذرا : ترغيبا وترهيبا.