أفادت هذه الآيات الشريفة كل أنواع الطائرات المعاصرة التي تستعملها البلاد المتحاربة لتعصف بخصومها ، وإن كانت هذه الطائرات والمتفجرات المهلكة المقذوفة من الطائرات إن كانت غير معروفة وقت نزول القرآن الكريم ، بيد أنه لا يوجد دليل يمنع من حمل هذه الآيات على تلك المعاني العلمية أو يعارض هذا الرأي.
ونحن نرى أن يوضع في الاعتبار هذا التفسير العلمي ليس على سبيل القطع ، وإنما على سبيل الترجيح وغلبة الظن.
يقول الدكتور صلاح الدين خطاب (١) في تفسير هذه الآيات : وهذا وصف علمي دقيق للطائرات الحربية الحديثة بمختلف حركاتها ، وبجميع أفعالها ، فهي تعصف بقنابلها كالحميم ، وتترك الناس كالعصف المأكول وفي أثناء قيامها بذلك تنشر المنشورات وتلقيها على الجنود وعلى غيرهم في ميادين الحرب وعلى الأهالي والسكان المدنيين للإخبار بما تريده الدولة المحاربة ، وتفرق بصولتها الجبارة بين الكتائب والفصائل والتجمعات فرقا حيث أنه لا يستقر تحتها ولا يثبت أي جمع بل بمجرد رؤيتها يتفرق الناس ، ويختفون في الكهوف والملاجئ والمخابئ.
قال تعالى : (قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) (٢).
والعذاب من تحت الأرجل مقصود به الألغام ، والغواصات المنصوبة
__________________
(١) من كتابه «الجانب العلمي في القرآن» ط. الناشر العربي. ص ١٧ وما بعدها.
(٢) الأنعام (٦ / ٦٥).