لا يغرب عنه مثقال ذرّة
لما اكتشفت الذرة في النصف الأول من القرن العشرين ، وقد زعم العلماء أول اكتشافها أنها أصغر أجزاء المادة التي لا تنشق عن جزئيات أصغر منها فهي أصغر شيء في الوجود من الموجودات.
لكن القرآن الكريم بيّن أن ثمة أصغر من الذرة ، وأن هذه الذرة بدورها من الممكن أن تتجزأ إلى أجزاء أصغر منها.
قال تعالى : (لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ ، وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (١).
وقال أيضا : (وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ) (٢).
وقد ثبت هذا علميا عند ما اكتشف الباحثون أن الذرات atoms تتكون من دقائق أصغر منها هي البروتونات protons والالكترونات electrons والنيوترونات neutrons والبروتونات موجبة الشحنة الكهربيةpositive ولكن الالكترونات سالبة الشحنة الكهربيةnegative بينما النيوترونات متعادلة الشحنةneutral. وهذا يدل على حتمية التوازن بين طبائع الموجودات إذ لا بد للموجب أن يقابل سالبا ، وحتما للسالب أن
__________________
(١) سبأ (٣٤ / ٣).
(٢) يونس (١٠ / ٦١) وقد فسر القدماء الذرة بالنملة الحمراء الصغيرة تمثيلا للدقة واللطف.