السّنة الشمسيّة والسّنة القمريّة
السنة الشمسية التي يسمونها بالسنة الانقلابية ، عبارة عن مدة تنقضى بين مرورين متتاليين للشمس بنقطة اعتدال واحد ومقدارها ٢٤٢٢١٧ ، ٣٦٥ يوما شمسيا ، وبمرورها يحدث الصيف والخريف والشتاء والربيع.
أما السنة القمرية فتتكون من ٣٦٧٠٦٧ ، ٣٥٤ يوما ، وهي المدة بين كسوفين متواليين مقسومة على عدد الحركات القمرية الدائرية.
والفرق بين السنة الشمسية والقمرية ٨٧٥١٤٩ ، ١٠ يوما وبذلك يكون في كل ٣٣ سنة فرق قدره ٨٧٩١٧ ، ٣٥٨ يوما ، أو نحو سنة تقريبا ، وعلى ذلك فإن كل مائة سنة تزيد ثلاث سنوات ، وتكون الثلاث مائة سنة شمسية يقابلها ٣٠٩ سنوات قمرية.
وهذه الحقيقة الكونية الثابتة التي اطمأن إليها العلم الحديث واستقر عليها سبق إليها القرآن الكريم في سرده لقصة أهل الكهف في قوله تعالى :
(وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) (١) والمتأمل في لفظ الآية في قوله تعالى (سِنِينَ) ولم يقل سنة. يرى كأنه قال : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ). ثم قال : سنين. أي ليست شهورا ولا أياما ، ولم
__________________
(١) الكهف (١٨ / ٢٥). راجع كتاب الله والعلم الحديث لعبد الرزاق نوفل ط. دار الشعب سنة ١٩٧٧ ص ١٣٤ وص ١٣٥ بتصرف.