فلذلك يدوم لهم الضياء واللذات (١).
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الكون وأبدع نظامه وأتقن تكوينه فالليل والنهار والشمس والقمر والرياح والهواء والبخار وغيرها نعم متكاملة مصدرها رحمة الله وفضله سبحانه بعباده ، ولو اختل شروق الشمس أو القمر لتأثر نظام الكون واضطربت الحياة ، فنعمة الخلق متكاملة (٢).
قال تعالى : (ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ) (٣) أي ما ترى في خلق الرحمن من اضطراب أو اختلال واختلاف (٤).
وأصل التفاوت من (الفوت) وهو أن يفوت شيء شيئا ، فيقع الخلل ويحدث الاضطراب (٥) ، وهذا هو قول ثعلب في تفسير القرطبي (٦).
يقول الإمام الألوسي في تفسيره : أي ما ترى شيئا من تفاوت أي اختلاف وعدم تناسب كما قال قتادة وغيره من الفوت فإن كلا من المتفاوتين يفوت منه بعض ما في الآخر ، وفسر بعضهم التفاوت بتجاوز الشيء الحد الذي يجب له زيادة أو نقصا وهو المعنى بالاختلاف (٧).
ولا أحد يستطيع أن يتصور نهارا سرمديا بلا ليل ، كذلك فلا يمكن تصور ليلا سرمدا من غير نهار ننتهي إلى أن الله سبحانه وتعالى :
__________________
(١) الفخر الرازي في الكبير (٢٥ / ١١) بتصرف.
(٢) تفسير الآيات الكونية للدكتور عبد الله شحاتة. ط. دار الاعتصام ص ٢٠١ ط. الأولى.
(٣) الملك (٦٧ / ٣).
(٤) انظر لسان العرب لابن منظور (٢ / ٣٧٣ ، ٣٧٤) وجامع البيان (٢٩ / ٣).
(٥) راجع أبا حيان (٨ / ٢٩٨) والجامع لأحكام القرآن (١٨ / ٢٠٨).
(٦) انظر القرطبي (١٨ / ٢٠٩).
(٧) راجع روح المعاني للآلوسي (٢٩ / ٦).