يخرج الحيّ من الميت ويخرج الميت من الحيّ
قال تعالى : (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ) (١).
يقول الإمام القرطبي : بيّن تعالى كمال قدرته ، فكما يحيي الأرض بإخراج النبات بعد همودها كذلك يحييكم بالبعث (٢).
لقد خلق الحق سبحانه وتعالى آدم من تراب ، كذلك خلق الموجودات من العدم المطلق ، وفي كل جزئيات الزمن يخلق حيّا من ميت ، ويخلق ميتا من حي فسبحان الذي كملت ذاته وتعالت صفاته وهيمنت قدرته واتسع ملكه ، وامتد إلى غير انتهاء ملكوته.
من ذلك إخراج البيض من الدجاج ، والدجاج من البيض كذلك إخراج الإنسان من النطفة والنطفة من الإنسان والمؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن (٣).
ثم يقول تعالى : (وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) (٤).
__________________
(١) الروم (٣٠ / ١٩).
(٢) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٤ / ١٦).
(٣) كذلك فإن الجدير بالاعتبار أنه في كل لحظة من الزمن يخرج إلى الوجود مخلوقات ، وتسلب الحياة من آخرين ففي كل برهة تدب الحياة في جنين إنسان أو حيوان أو طائر وتسلب كذلك من إنسان أو حيوان أو طائر كذلك فإن عملية البناءanabolism وعملية الهدم msilobatac متوافرتان في كل جزئيات الزمن بلا انقطاع.
(٤) الروم (٣٠ / ١٩).