النجوم (١).
وقال آخرون ليست لا زائدة لا معنى لها ، بل يؤتى بها في أول القسم إذا كان مقسما به على منفي كقول عائشة رضي الله عنها : «لا والله ما مست يد رسول الله صلىاللهعليهوسلم يد امرأة قط» وهكذا هاهنا تقدير الكلام (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ) (٢).
وأقرب المجرات لمجرتنا تبعد بنحو ٧٠٠ ألف سنة ضوئية وقد ثبت أن طريق التبانة يحتوي على أكثر من مليون مجموعة من الكواكب السيارة ، وما أقل ما نعرف وما أكثر ما لا نعرف!! إن الكون الفسيح المأهول يهيب بالمخلوقات العاقلة المدركة كل لحظة من الزمان أن توحد الخالق جل شأنه لأنه القادر الحكيم جل شأنه.
وعند ما يقسم الحق تبارك وتعالى بالنجوم أو بمواقع النجوم فإن ذلك دليل على عظمة هذه المواقع وخطورة قيمتها ، فلنتدبر ذلك جيدا.
ولو لا المناظير والأدوات الحديثة لتعذر ارتياد هذا الفضاء البعيد المترامي المجهول وما يكتنفه من غموض ، تلك المهامة والمعامى المثيرة.
__________________
(١) وهذا مروي عن ابن جرير عن سعيد بن جبير وجوابه على ذلك (إنه لقرآن كريم). راجع تفسير ابن كثير (٤ / ٢٩٧).
(٢) السابق نفس الصفحة والتالية لها.