الغرائب في عالم النّبات
قال تعالى : (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (١). في الأرض بقاع مختلفة متلاصقة قريب بعضها من بعض لكل منها نفس ظروف الأخرى من الماء والهواء والتربة والغذاء ولكن فيها الفاضل والمفضول ، والأفضل.
وفي هذه البساتين ، والمروج الخضراء ، والجنّات الفيحاء ممدودة الظلال والأفياء من شجر العنب ، بل وأنواع الزروع والحبوب والنخيل والرطب تسقى جميعها بماء واحد ، ولكن بعضها حلو وبعضها مر.
يقول الحق تبارك وتعالى عز من قائل :
(وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ ، فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (٢).
__________________
(١) الرعد (١٣ / ٤). قال ابن عباس رضي الله عنهما : أرض طيبة وأرض سبخة تنبت هذه ، وهذه إلى جنبها لا تنبت. راجع تفسير الطبري (١٣ / ٩٧) بتصرف. راجع أيضا مجاز القرآن (١ / ٣٢٢).
(٢) الأنعام (٦ / ٩٩). القنوان : هي عذوق النخل ، واحدها قنو ، جمع على لفظ تثنيته غير أن الحركات تلزم نونه في الجمع ، وهي في الاثنين مكسورة ، مثل صنو وصنوان في التثنية ، وصنوان في الجمع. انظر مجاز القرآن (١ / ٢٠٢).