قال الإمام الطبري : أي أخرجنا بالماء ما ينبت كل شيء ، وينمو عليه ويصلح به (١).
والمملكة النباتية تساهم بنصيب وفير في تجميل الطبيعة ، ولا أحد يدرك قيمة هذه المشاهد الجمالية وروعة جمالها وجمال روعتها إلا بعد أن ينظر إلى القفار المهجورة ، والمهامة القاحلة التي تفتقد الخضرة والماء والحياة.
وبقدر استمتاع الإنسان بمشاهد النبات الجميلة الخلابة تكون مسئوليته في إقامة الحجة عليه ، فهي متعة له وشهادة عليه ، إن نزول الماء من السماء ، وإخراج النبات من الأرض الميتة لا تدع حجة بعدها ولا برهان لمنكري البعث من الجاحدين المرجفين.
واختلاف النباتات والثمار على الرغم من تشابه ظروفها جميعا خير دليل على قدرة الخالق المبدع المصور ، إن هذه المشاهد لا تدع مجالا للتردد أو التقاعس عن الإيمان والتسليم بقدرته سبحانه وتعالى وقيوميته.
إن هذه الآيات البينات والبراهين الناطقة والأدلة القوية تتضافر جميعا لتدحض افتراء الجاحدين ، وتدفع افتراء الباطل اللجوج الممتري فيه ، المطعون فيه.
ليس هذا فحسب ، لكن لا يجب إغفال دور النبات الحيوي في توازن الغازات في الطبيعة ، فإن له دورا كبيرا في ثبات معدل الأوكسجين في الكون فلولاه لنقص معدل الأوكسجين وكانت النتيجة الهلاك المحقق
__________________
(١) جامع البيان (١١ / ٥٧٣).