اللؤلؤ والمرجان
قال تعالى : (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) (١).
قال الإمام محمود شكري الألوسي في تفسيره : اللؤلؤ صغار الدر ، والمرجان كباره (٢) ، وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن المرجان هو الحرز الأحمر.
وحيوان اللؤلؤ من عجائب أحياء البحار ، وهو يصول ويجول في أعماق البحار ، وأحشاء المحيطات حيث ينتهي إلى أعماق بعيدة ، واللؤلؤ يوجد داخل صدفة جيرية لتحافظ عليه من المخاطر البيئية وتتكون من ثقوب صغيرة ضيقة أشبه بشبكة الصياد كالمصفاة حتى تحول بين الحصى والرمال فلا تصل إليه ، فإذا ما حاول جسم غريب اقتحام اللؤلؤ في صدفته سارع بإفراز مادة لزجة يغطيها بها ، ثم تتجمد مكونة لؤلؤة.
أما المرجان فهو من الأحياء ذات الأهمية العلمية ، فهو يعيش على أعماق مختلفة في البحار بين خمسة أمتار وثلاثمائة متر. وتوجد فتحة فمه إلى أعلى ، ومؤخرة جسمه يثبتها عادة بصخرة أو أعشاب البحر. وفتحة الفم عنده مزودة بزوائد قوية يمكنه بها اقتناص فريسته ، فإذا لمست هذه
__________________
(١) الرحمن (٥٥ / ٢٢).
(٢) راجع روح المعاني (٢٧ / ١٠٦) وهذا القول مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وقد روى الطبري عن ابن مسعود أنه قال : المرجان الخرز الأحمر ، أي البسّذ وهو المشهور المتعارف ، واللؤلؤ ، شامل للكبار والصغار. أه. بتصرف.