٢٠ ـ سورة طه
(مكية وآياتها مائة وخمس وثلاثون)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(طه) (١)
____________________________________
(سورة طه مكية إلا آيتى ١٣٠ و ١٣١ فمدنيتان وآياتها ١٣٥)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (طه) فخمهما قالون وابن كثير وابن عامر وحفص ويعقوب على الأصل والطاء وحده أبو عمرو وورش لاستعلائه وأمالهما الباقون وهو من الفواتح التى يصدر بها السور الكريمة وعليه جمهور المتقنين وقيل معناه يا رجل وهو مروى عن ابن عباس رضى الله عنهما والحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وعكرمة والكلبى إلا أنه عند سعيد على اللغة النبطية وعند قتادة على السريانية وعند عكرمة على الحبشية وعنذ الكلبى على لغة عكا وقيل عكل وهى لغة يمانية قالوا إن صح فلعل أصله يا هذا فتصرفوا فيه بقلب الياء طاء وحذف ذا من هذا وما استشهد به من قول الشاعر[إن السفاهة طه فى خلائقكم * لا قدس الله أخلاق الملاعين] ليس بنص فى ذلك لجواز كونه قسما كما فى حم لا ينصرون وقد جوز أن يكون الأصل طاها بصيغة الأمر من الوطء فقلبت الهمزة فى يطأ ألفا لا نفتاح ما قبلها كما فى قول من قال لا هناك المرتع وها ضمير الأرض على أنه خطاب لرسول الله صلىاللهعليهوسلم بأن يطأ الأرض بقدميه لما كان يقوم فى تهجده على إحدى رجليه مبالغة فى المجاهدة ولكن يأباه كتابتهما على صورة الحرف كما تأبى التفسير بيا رجل فإن الكتابة على صور الحرف مع كون التلفظ بخلافه من خصائص حروف المعجم وقرىء طه إما على أن أصله طأفقلبت همزته هاء كما فى أمثال هرقت أو قلبت الهمزة فى يطأ ألفا كما مر ثم بنى منه الأمر وألحق به هاء السكت وإما على أنه اكتفى فى التلفظ بشطرى الاسمين وأقيما مقامهما فى الدلالة على المسميين فكأنهما اسماهما الدالان عليهما وعلى هذا ينبغى أن يحمل قول من قال أو اكتفى بشطرى الكلمتين وعبر عنهما باسمهما وإلا فالشطران لم يذكرا من حيث إنهما مسميان لاسميهما ليقعا معبرا عنهما بل من حيث إنهما جزءان لهما قد اكتفى بذكرهما عن ذكرهما ولذلك وقع التلفظ بأنفسهما لا بأسميهما بأن يراد بضمير التثنية فى الموضعين الشطران من حيث هما مسميان لا من حيث هما جزءان للاسمين ويراد باسمهما الشطران من حيث هما قائمان مقام الاسمين فالمعنى اكتفى فى التلفظ بشطرى الكلمتين أى الاسمين فعبر عنهما أى عن الشطرين من حيث هما مسميان بهما من حيث هما قائمان مقام الاسمين وأما حمله على معنى أنه اكتفى فى الكتابة بشطرى الكلمتين يعنى طا على تقديرى كونه أمرا وكونه حرف نداءوها على تقديرى كونها كناية عن الأرض وكونها حرف تنبيه وعدل عن ذينك الشطرين فى التلفظ باسمهما فبين البطلان كيف وطاوها على ما ذكر من التقادير ليسا باسمين للحرفين المذكورين بل الأول