٣٥ ـ سورة فاطر
(مكية وهى خمس وأربعون آية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١)
____________________________________
(سورة فاطر مكية وهى خمس وأربعون آية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) مبدعهما من غير مثال يحتذيه ولا قانون ينتحيه من الفطر وهو الشق وقيل الشق طولا كأنه شق العدم بإخراجهما منه وإضافته محضة لأنه بمعنى الماضى فهو نعت للاسم الجليل ومن جعلها غير محضة جعله بدلا منه وهو قليل فى المشتق (جاعِلِ الْمَلائِكَةِ) الكلام فى إضافته وكونه نعتا أو بدلا كما قبله وقوله تعالى (رُسُلاً) منصوب به على الوجه الثانى* من الإضافة بالاتفاق وأما على الوجه الأول فكذلك عند الكسائى وأما عند البصريين فبمضمر يدل هو عليه لأن اسم الفاعل إذا كان بمعنى الماضى لا يعمل عندهم إلا معرفا باللام وقال أبو سعيد السيرافى اسم الفاعل المتعدى إلى اثنين يعمل فى الثانى لأن باضافته إلى الأول تعذرت إضافته إلى الثانى فتعين نصبه له وعلل بعضهم ذلك بأنه بالإضافة أشبه المعرف باللام فعمل عمله وقرىء جاعل بالرفع على المدح وقرىء الذى فطر السموات والأرض وجعل الملائكة أى جاعلهم وسائط بينه تعالى وبين أنبيائه والصالحين من عباده يبلغون إليهم رسالاته بالوحى والإلهام والرؤيا الصادقة أو بينه تعالى وبين خلقه أيضا حيث يوصلون إليهم آثار قدرته وصنعه هذا على تقدير كون الجعل تصييريا أما على تقدير كونه إبداعيا فرسلا نصب على الحالية وقرىء رسلا بسكون السين (أُولِي أَجْنِحَةٍ) صفة لرسلا وأولو اسم جمع لذو كما أن* أولاء اسم لذا ونظيرهما فى الأسماء المتمكنة المخاض والخلفة وقوله تعالى (مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) صفات* لأجنحة أى ذوى أجنحة متعددة متفاوتة فى العدد حسب تفاوت مالهم من المتراتب ينزلون بها ويعرجون أو يسرعون بها والمعنى أن من الملائكة خلقا لكل واحد منهم جناحان وخلقا أجنحة كل منهم ثلاثة وخلقا آخر لكل منهم أربعة أجنحة ويروى أن صنفا من الملائكة لهم ستة أجنحة بجناحين منها يلقون أجسادهم وبآخرين منها يطيرون فيما أمروا به من جهته تعالى وجناحان منها مرخيان على وجوههم حياء من الله عزوجل وعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه رأى جبريل عليهالسلام ليلة المعراج وله ستمائة جناح وروى أنه سأله عليهماالسلام أن يتراءى له فى صورته فقال إنك لن تطيق ذلك قال إنى أحب أن تفعل فخرج صلىاللهعليهوسلم فى ليلة مقمرة فأتاه جبريل عليهماالسلام فى صورته فغشى عليه صلىاللهعليهوسلم ثم أفاق وجبريل مسنده وإحدى يديه على صدره والأخرى بين كتفيه فقال سبحان الله ما كنت أرى أن شيئا من الخلق هكذا فقال جبريل عليهالسلام فكيف لو رأيت