٣٦ ـ سورة يس
(مكية وآياتها ثلاث وثمانون)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) (٣)
____________________________________
(سورة يس مكية. وعنه صلىاللهعليهوسلم تدعى المعمة تعم صاحبها خير الدارين والدافعة والقاضية تدفع
عنه كل سوء وتقضى له كل حاجة وآياتها ثلاث وثمانون)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (يس) إما مسرود على نمط التعديد فلاحظ له من الإعراب أو اسم السورة كما نص عليه الخليل وسيبويه وعليه الأكثر فمحله الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أو النصب على أنه مفعول لفعل مضمر وعليهما مدار قراءة يس بالرفع والنصب أى هذه يس أو اقرأ يس ولا مساغ للنصب بإضمار فعل القسم لأن ما بعده مقسم به وقد أبوا الجمع بين قسمين على شىء واحد قبل انقضاء الأول ولا مجال للعطف لاختلافهما إعرابا وقيل هو مجرور بإضمار باء القسم مفتوح لكونه غير منصرف كما سلف فى فاتحة سورة البقرة من أن ما كانت من هذه الفواتح مفردة مثل صاد وقاف ونون أو كانت موازنة لمفرد نحو طس ويس وحم الموازنة لقابيل وهابيل يتأتى فيها الإعراب اللفظى ذكره سيبويه فى باب أسماء السور من كتابه وقيل هما حركتا بناء كما فى حيث وأين حسبما يشهد بذلك قراءة يس بالكسر كجير وقيل الفتح والكسر تحريك للجد فى الهرب من التقاء الساكنين وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن معناه يا إنسان فى لغة طيىء قالوا المراد به رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولعل أصله يا أنيسين فاقتصر على شطره كما قيل من الله فى أيمن الله (وَالْقُرْآنِ) بالجر على أنه مقسم به ابتداء وقد جوز أن يكون عطفا على يس على تقدير كونه مجرورا بإضمار باء القسم (الْحَكِيمِ) أى المتضمن للحكمة أو الناطق بها بطريق الاستعارة أو المتصف بها على الإسناد المجازى وقد جوز أن يكون الأصل الحكيم قائله فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فبانقلابه مرفوعا بعد الجر استكن فى الصفة المشبهة كما مر فى صدر سورة لقمان (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) جواب للقسم والجملة لرد إنكار الكفرة بقولهم فى حقه صلىاللهعليهوسلم (لَسْتَ مُرْسَلاً) وهذه الشهادة منه عزوجل من جملة ما أشير إليه بقوله تعالى فى جوابهم (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) وفى تخصيص القرآن بالإقسام به أولا وبوصفه بالحكيم ثانيا تنويه بشأنه وتنبيه على أنه كما يشهد برسالته صلىاللهعليهوسلم من حيث نظمه المعجز المنطوى على بدائع الحكم يشهد بها من هذه الحيثية أيضا لما أن الإقسام بالشىء