٣٧ ـ سورة الصافات
(مكية وآياتها مائة واثنتان وثمانون)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (١) فَالزَّاجِراتِ زَجْراً (٢) فَالتَّالِياتِ ذِكْراً) (٣)
____________________________________
وقراءتها كيف خصت بذلك فإذا أنه لهذه الآية قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم إن لكل شىء قلبا وإن قلب القرآن يس من قرآها يريد بها وجه الله تعالى غفر الله له وأعطى من الأجر كأنما قرأ القرآن اثنتين وعشرين مرة وأيما مسلم قرىء عنده إذا نزل به ملك الموت سورة يس نزل بكل حرف منها عشرة أملاك يقومون بين يديه صفوفا يصلون عليه ويستغفرون له ويشهدون غسله ويتبعون جنازته ويصلون عليه ويشهدون دفنه وأيما مسلم قرأ يس وهو فى سكرات الموت لم يقبض ملك الموت روحه حتى يجيئه رضوان خازن الجنة بشربة من شراب الجنة فيشربها وهو على فراشه فيقبض ملك الموت روحه وهو ريان ويمكث فى قبره وهو ريان ولا يحتاج إلى حوض من حياض الأنبياء حتى يدخل الجنة وهو ريان. وقال صلىاللهعليهوسلم إن فى القرآن سورة تشفع لقارئها وتستغفر لمستمعها ألا وهى سورة يس.
(سورة الصافات مكية وآياتها مائة واثنتان وثمانون آية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) إقسام من الله عزوجل بطوائف الملائكة الفاعلات للصفوف على أن المراد إيقاع نفس الفعل من غير قصد إلى المفعول أو الصافات أنفسها أى الناظمات لها فى سلك الصفوف بقيامها فى مقاماتها المعلومة حسبما ينطق به قوله تعالى (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ) وعلى هذين المعنيين مدار قوله تعالى (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) وقيل الصافات أقدامها فى الصلاة وقيل أجنحتها فى الهواء (فَالزَّاجِراتِ زَجْراً) أى الفاعلات للزجر أو الزاجرت لما نيط بها زجره من الأجرام العلوبة والسفلية وغيرها على وجه يليق بالمزجور ومن جملة ذلك زجر العباد عن المعاصى وزجر الشياطين عن الوسوسة والإغواء وعن استراق السمع كما سيأتى وصفا وزجرا مصدران مؤكدان لما قبلهما أى صفا بديعا وزجرا بليغا وأما ذكرا فى قوله تعالى (فَالتَّالِياتِ ذِكْراً) فمفعول التاليات أى التاليات ذكرا عظيم الشأن من آيات الله تعالى وكتبه المنزلة على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وغيرها من التسبيح والتقديس والتحميد والتمجيد وقيل هو أيضا مصدر مؤكد لما قبله فإن التلاوة من باب الذكر ثم إن هذه الصفات إن أجريت على الكل فعطفها بالفاء للدلالة على ترتبها فى الفضل إما بكون الفضل للصف ثم للزجر ثم