(وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ (١٧٣) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٤) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٥) أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (١٧٦) فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٧) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٨) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) (١٧٩)
____________________________________
لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنا) وهم أتباع المرسلين (لَهُمُ الْغالِبُونَ) على أعدائهم فى الدنيا والآخرة ولا يقدح فى ذلك انهزامهم فى بعض المشاهد فإن قاعدة أمرهم وأساسه الظفر والنصرة وإن وقع فى تضاعيف ذلك شوب من الابتلاء والمحنة والحكم للغالب وعن ابن عباس رضى الله عنهما إن لم ينصروا فى الدنيا نصروا فى الآخرة وقرىء على عبدنا بتضمين سبقت معنى حقت وتسميتها كلمة مع أنها كلمات لانتظامها فى معنى واحد وقرىء كلماتنا (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) فأعرض عنهم واصبر (حَتَّى حِينٍ) إلى مدة يسيرة وهى مدة الكف عن القتال وقيل يوم بدر وقيل يوم الفتح (وَأَبْصِرْهُمْ) على أسوأ حال وأفظع نكال حل بهم من القتل والأسر والمراد بالأمر بابصارهم الإيذان بغاية قربه كأنه بين يديه (فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) ما يقع حينئذ من الأمور وسوف للوعيد دون التبعيد (أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ) روى أنه لما نزل فسوف يبصرون قالوا متى هذا فنزل (فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ) أى فإذا نزل العذاب الموعود بفنائهم كأنه جيش قد هجمهم فأناخ بفنائهم بغتة فشن عليهم الغارة وقطع دابرهم بالمرة وقيل المراد نزول رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الفتح وقرىء نزل بساحتهم على إسناده إلى الجار والمجرور وقرىء نزل مبنيا للمفعول من التنزيل أى نزل العذاب (فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ) * فبئس صباح المنذرين صباحهم واللام للجنس والصباح مستعار من صباح الجيش المبيت لوقت نزول العذاب ولما كثرت منهم الغارة فى الصباح سموها صباحا وإن وقعت ليلا روى أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما أتى خيبر وكانوا خارجين إلى مزارعهم ومعهم المساحى قالوا محمد والخميس ورجعهم إلى حصنهم فقال صلىاللهعليهوسلم الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ) (وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) تسلية لرسول الله صلىاللهعليهوسلم إثر تسلية وتأكيد لوقوع الميعاد غب تأكيد مع ما فى إطلاق الفعلين عن المفعول من الإيذان بأن ما يبصره صلىاللهعليهوسلم حينئذ من فنون المسار وما يبصرونه من أنواع المضار لا يحيط به الوصف والبيان وقيل أريد بالأول عذاب الدنيا وبالثانى عذاب الآخرة.