(وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٨) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (٢٩) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ) (٣٠)
____________________________________
أى ألا ينظرون فلا يبصرون ذلك ليستدلوا به على كمال قدرته تعالى وفضله (وَيَقُولُونَ) كان المسلمون يقولون الله سيفتح لنا على المشركين أو يفصل بيننا وبينهم وكان أهل مكة إذا سمعوه يقولون بطريق الاستعجال تكذيبا واستهزاء (مَتى هذَا الْفَتْحُ) أى النصر أو الفصل بالحكومة (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) فى أن الله تعالى ينصركم أو يفصل بيننا وبينكم (قُلْ) تبكيتا لهم وتحقيقا للحق (يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) يوم الفتح يوم القيامة وهو يوم الفصل بين المؤمنين وأعدائهم ويوم نصرهم عليهم وقيل هو يوم بدر وعن مجاهد والحسن يوم فتح مكة والعدول عن تطبيق الجواب على ظاهر سؤالهم للتنبيه على أنه ليس مما ينبغى أن يسأل عنه لكونه أمرا بينا غنيا عن الإخبار به وكذا إيمانهم واستنظارهم يومئذ وإنما المحتاج إلى البيان عدم نفع ذلك الإيمان وعدم الإنظار كأنه قيل لا تستعجلوا فكأنى بكم قد آمنتم فلم ينفعكم واستنظرتم فلم تنظروا وهذا على الوجه الأول ظاهر وأما على الأخيرين فالموصول عبارة عن المقتولين يومئذ لا عن كافة الكفرة كما فى الوجه الأول كيف لا وقد نفع الإيمان الطلقاء يوم الفتح وناسا آمنوا يوم بدر (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) ولا تبال بتكذيبهم (وَانْتَظِرْ) النصرة عليهم وهلاكهم (إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ) قيل أى الغلبة عليكم كقوله تعالى (فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) والأظهر أن يقال إنهم منتظرون هلاكهم كما فى قوله تعالى (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ) الآية ويقرب منه ما قيل وانتظر عذابنا إنهم منتظروه فإن استعجالهم المذكور وعكوفهم على ما هم عليه من الكفر والمعاصى فى حكم انتظارهم العذاب المترتب عليه لا محالة وقرىء على صيغة المفعول على معنى أنهم أحقاء بأن ينتظر هلاكهم أو فإن الملائكة ينتظرونه. عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ الم تنزيل وتبارك الذى بيده الملك أعطى من الأجر كأنما أحيا ليلة القدر وعنه صلىاللهعليهوسلم من قرأ الم تنزيل فى بيته لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام.