وهل من شك في أن «المتقين» هم : علي وصاحباه ، و «الفجار» هم : الوليد وصاحباه؟!
وهل من شك في أن الله تعالى لا يجعل «المتقين كالفجار»؟!
وأيضا : هل من شك في أن الوليد وعتبة وشيبة «اجترحوا السيئات» ، وأن عليا وحمزة وعبيدة «عملوا الصالحات»؟! وأن الله لا يجعل «سواء محياهم ومماتهم»؟!
ساء ما يحكم النواصب!!
وأما التذرع بما قيل في «محمد بن السائب الكلبي» فلا يفيد ، لأن هذا الرجل من رجال صحيحي : الترمذي وابن ماجة في التفسير ـ كما في تهذيب التهذيب ، الذي أحال إليه المتقول ـ وقد ذكر ابن حجر عن ابن عدي : «هو معروف بالتفسير ، وليس لأحد أطول من تفسيره ، وحدث عنه ثقات من الناس ورضوه في التفسير ، وأما في الحديث ففيه مناكير ولشهرته في ما بين الضعفاء يكتب حديثه».
ونقل عن الساجي قوله : «متروك الحديث ، وكان ضعيفا جدا لفرطه في التشيع ، وقد اتفق ثقات أهل النقل على ذمه وترك الرواية عنه في الأحكام والفروع» (١).
وعلى الجملة ، فإن الرجل مرضي عندهم في التفسير ، وبحثنا في التفسير لا الأحكام ، وإن كان من ذم فهو «لفرطه في التشيع»!!
على أنه لا بد من التحقيق في أن للخبر المذكور طريقا آخر ليس فيه الكلبي أو لا!
__________________
(١) تهذيب التهذيب +٩ / ١٥٧.