كنهارها ، ما تركهم في جهالة ، ولا أهملهم ليكونوا بعده في ضلالة ، ولا أوكلهم إلىٰ أهوائهم ، ولا تركهم يسرحون علىٰ غُلَوائهم (١) ، بل ربطهم بثقليه ، وعصمهم بحبليه ، حيث جعل أئمّة عترته الاثني عشر أعدال كتاب الله ، وأنزلهم منزلته من ربّه (٢) ، ومن الأُمّة بمنزلة الرأس من الجسد (٣) .
* * *
( رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ )
( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ )
والحمد لله أوّلاً وآخراً ، وصلّىٰ الله علىٰ محمّد وآله ، وسلّم تسليماً كثيراً .
تمّت الكلمة في مدينة صور ، يوم الاثنين ، منتصف ربيع الثاني ، سنة ألف وثلاثمائة وستّين للهجرة المباركة ، بقلم أصغر خدمة الدين : عبد الحسين بن يوسف بن الجواد بن إسماعيل بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم شرف الدين بن زين العابدين بن علي نور الدين بن نور الدين علي ابن الحسين الموسوي العاملي ، عاملهم الله بلطفه .
( وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
__________________
(١) الغُلَواء : سرعةُ الشباب وأوّلُه وشِرَّتُه ؛ ٱنظر : لسان العرب ١٠ / ١١٤ مادّة « غلا » .
(٢) الصواعق المحرقة : ٢٧٠ .
(٣) الصواعق المحرقة : ١٩٣ ح ٣٥ .