البخاري بالآية ، قال : أخرج الطبري من طريق الحسن البصري ، قال : قال الزبير : لقد خُوِّفنا بهذه الآية ونحن مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما ظننّا أنّا خُصصنا بها . .
وقال : عند الطبري من طريق علي بن أبي طلحة ، عن ابن عبّاس ، قال : أمر الله المؤمنين أن لا يقرّوا المنكر بين أظهرهم ؛ فيعمّهم العذاب .
ولهذا الأثر شاهد من حديث عديّ بن عميرة : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « إنّ الله عزّ وجلّ لا يعذّب العامّة بعمل الخاصّة حتّىٰ يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون علىٰ أن ينكروه ، فإذا فعلوا ذلك عذّب الله الخاصّة والعامّة » (١) .
فإذا لم يحكم العدل في ما بين المسلمين فكيف يطالب غيرهم به ؟ ! وقد روي ـ ما مضمونه ـ : إنّ قائلاً قال للإمام السجّاد عليّ بن الحسين زين العابدين عليهالسلام : أتركت الجهاد في الثغور وخشونته وأقبلت علىٰ الحجّ ونعومته ؟ ! وقد قال تعالىٰ : ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (٢) . . الآية .
فقال له زين العابدين عليهالسلام : « أكمل الآية » .
فقال : ( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ
__________________
(١) فتح الباري ١٣ / ٤ ح ٧٠٤٨ .
(٢) سورة التوبة ٩ : ١١١ .