إنّ مَنْ يترعرع في البيت الّذي طهّرَ اللهُ أهلَهُ ، فقال : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (الآية ٣٣ من سورة الأحزاب).
لَحَرِيٌّ بكلّ الكمالات الروحيّة ، والعَبّاس عليه السلام نشأ في أحضان أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام ونَما في كنف الحَسَنِ المُجتبى ، وزاول الحياة في مدرسة الحُسين عليه السلام فاستأهَلَ المقاماتِ المعنويّة العالية ، واستحقّ المديحَ الصادقَ على لسان المعصومين عليهم السلام وقد رُوِيَت عنهم فيه ما يلي :
في كلمات الإمام الحسين عليه السلام ـ :
فهو من أهل بيت الحُسين عليه السلام الّذين توّجَهُمْ ليلةَ عاشوراء وأكرمهم بقوله :
«أمّا بعد ، فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل بيت (أبرّ ولا أوصل) (١) من أهل بيتي ، فجزاكم الله عنّي خيراً (٢).
فقد آزرتم وعاونتم ، والقوم لا يريدون غيري ، ولو قتلوني لم يبتغوا غيري أحداً ، فإذا جنّكم الليلُ فتفرّقوا في سواده فانجوا بأنفسكم».
فقام إليه العَبّاسُ بنُ عليّ أخوه ، وعليٌّ ابنه ، وبَنُو عقيلٍ ؛ فقالوا :
__________________
(١) في مقاتل الطالبن (خيراً) بدل ما بين القوسين.
(٢) إلى هنا من الإرشاد للمفيد (٢ / ٩١).