وَيْلَكُم ، حُولُوا بينَهُ وبينَ الفُراتِ ، ولا تُمكِّنُوهُ من الماء!.
فقال الحُسينُ عليه السلام : «الّلهمّ! أَظْمِئْهُ».
فغضبَ الدارِميّ ، ورماهُ بسهمٍ فأثبتَهُ في حَنَكِهِ.
فانتزعَ الحُسينُ عليه السلام السهمَ ، وبَسَطَ يَدَهُ تحتَ حَنَكِهِ ، فامْتلأتْ راحتاهُ بِالدَمِ ، فرَمى بِهِ ، ثمّ قال :
«الّلهمّ ، إنّي أَشْكُو إليكَ ما يُفْعَلُ بِابنِ بنتِ نَبِيّكَ».
ثمّ رَجَعَ إلى مكانِهِ ، وقد اشتَدَّ بهِ العَطَشُ.
قال الدينوري :
وبقيَ العَبّاسُ بن عليّ قائماً أمامَ الحُسين يُقاتِلُ دُونَهُ ، ويميلُ معهُ حيثُ مالَ حتّى قُتِلَ رحمه الله (١).
قال الشيخ المفيد :
وأحاطَ القومُ بِالعَبّاس ، فاقْتَطَعُوهُ مِنهُ ـ أي من الحسين ـ فَجَعَلَ يُقاتِلُهم وَحْدَهُ ، حتّى قُتِلَ (٢).
وقال الخوارزمي ـ بعد ذكر إخوة العَبّاس ومقتلهم ـ :
ثمّ خرجَ العَبّاسُ بن عليّ ـ وهو السقّاء ـ وهو يقول :
أَقْسَمْتُ بِالله الأَعَزِّ الأعْظَمِ |
|
وبِالحَجُونِ صادِقاً وزَمْزَمِ |
وبِالحَطِيْمِ والفَنا المُحَرَّمِ |
|
لَيُخْضَبَنَّ اليَومَ جِسْمِي بِدَمِي |
__________________
(١) الأخبار الطوال (٢٥٧).
(٢) الإرشاد للمفيد (٢ / ١١٠).