فكَمَنَ له زِيادُ بن وَرْقاء الجَنْبِي من وراء نخلةٍ ، وعاوَنَهُ حُكيمُ بن الطُفَيْل السنبسي ، فضَرَبَهُ على يَمِينِهِ ، فأَخَذَ السيفَ بِشِمالِهِ ، وحَمَلَ عليهم وهُوَ يرتَجِزُ :
واللهِ إنْ قَطَعْتُمُوا يَمِيْنِي |
|
إنّي أُحامِي أَبَداً عَنْ دِيْنِي |
وعَن إمامٍ صادِقِ اليَقِيْنِ |
|
نَجْلِ النَبِيِّ الطاهِرِ الأَمِيْنِ |
فقاتَلَ حتّى ضَعُفَ.
فكَمَنَ لهُ حُكَيْمُ بن الطُفَيْل الطائِيّ من وراء نخلةٍ ، فضَرَبَهُ على شِمالِهِ فقالَ :
يا نَفْسُ ، لا تَخْشَيْ منَ الكُفّارِ |
|
وأَبْشِرِيْ بِرَحْمَةِ الجَبّارِ |
معَ النَّبِيّ المُصْطَفَى المُخْتارِ |
|
قدْ قَطَعُوا بِبَغْيِهِمْ يَسارِيْ |
فَأَصْلِهِمْ يا رَبِّ حَرَّ النارِ (١)
وممّا زاد الظالمون في ظُلامة العَبّاس عليه السلام وهو قطعهم يديه الشريفتين ، وهذا أمرٌ تأسّوا فيه بِسَلَفِهم الطالِحِ ، وتأسّى فيه العَبّاسُ عليه السلام بعمّه جعفر بن أبي طالب عليه السلام شهيد مؤتة.
وقد جاء في الخبر المشهور عن الإمام زين العابدين السجّاد عليه السلام حيث قال :
«رحمَ اللهُ العَبّاسَ فقد آثَرَ وأَبْلى ، وفَدى أخاهُ بِنفسه حتّى قُطِعَت يداهُ ؛ فأبْدَلَهُ اللهُ عزّ وجلّ بِهما جناحينِ يطيرُ بِهما معَ الملائكة في الجنّة
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب (٤ / ١١٧) وبطل العلقمي (٣ / ٢٣٠ ـ ٢٣٢).