وأمّا عند مصرع أخيه العَبّاس ، فقد كان المُصاب عندهُ أصعبَ ، لكونه آخر نصيرٍ ممّن كان معه من أهلٍ وأصحابٍ ، فبقي الحسين بعد العَبّاس وحدَه بلا عضدٍ ولا نصيرٍ.
وإذا اعتبر الحسين عليه السلام قتل ولده عليّ الأكبر ، انتهاكاً لحرمة رسول الله ، فإنّ الوارد في زيارة العبّاس عليه السلام المأثورة ، وغير المقيّدة بزمن معيّن ما نصّه :
«فَلَعَنَ اللهُ أُمّةً قَـتَلَتْكَ ، ولَعَنَ اللهُ أُمّةً ظَلَمَتْكَ ، ولَعَنَ اللهُ أُمّةً اسْتَحَلَّتْ منكَ المَحارِمَ وانْتَهَكَتْ حُرْمَةَ الإسلامِ» (١).
حضور الحسين عليه السلام عند العبّاس ورثاءه وندبته له عليه السلام :
ولمّا قُتِلَ العَبّاس عليه السلام قال الحسين عليه السلام : «الآنَ انكَسَرَ ظَهْري ، وقَلَّتْ حِيْلَتي» (٢) وبهذا كان قد نعى نفسَهُ ووُجُودَهُ الشريف بِقَتلِ أخيه العَبّاس. ولسان حاله يقول :
هوّنتَ بانَ أبي مصارعَ فِتيَتي |
|
والجُرحُ يُسكِنُهُ الّذي هُوَ آلَمُ (٣) |
__________________
(١) لاحظ الزيارة في الملحق الثاني (ص ٢٤٩).
(٢) مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (٢ / ٣٠) والبحار (٤٥ / ٤٢).
(٣) من شعر السيّد جعفر الحلّي رحمة الله راجع ديوان «سحر بابل» (ص ٤٣٢).